ملخص لكتاب رؤى تخطيطية


رؤى تخطيطية
محمد أحمد الراشد
 (1 عندما يستبد الطموح:
الإنسان هو خليفة الله في الكون حيث جعل له في التطور ديدنا واختار له من المنهجية سبيلا،فالعمل الجماعي أي الكتلة هي المدخل الذي ينبغي أن تدلف منه الدعوة الإسلامية في حملتها لإصلاح الحياة،لأن العمل الجماعي له تأثير أقوى من العمل الفردي. وبعد ذلك وجب تطوير العمل الجماعي ثم الجمهرة حيث أن الجمهرة تتجلى في أن تتوزع إلى تخصصات عديدة تلبي حاجة المرحلة والساحة وتغطي حاجة الناس ويغطي بعضها بعضا.ثم تضهر أهمية خطة التطوير والتدريب والقيادية والتي تمر عبر تعليم التخطيط الإستراتيجي و المرحلي ،والتدريب الإداري والإبداع إضافة إلى قواعد السياسة الشرعية والفقه المقاصدي وفوائد الأدب.
يليق بالداعية الإسلامي الذي يعيش في رحاب الوعي التخطيطي أن يرجع للتاريخ ليتذكر أياما من الأداء العفوي في العمل ليكتشف أنه و أسلافه قد اضطروا لتحمل أثقال المعاناة اضطرارا وأنهم دفعو ضريبة من أجل حيازة النمط التخطيطي.
ومن القضايا المهمة في علم التخطيط الدعوي ضرورة التربية التخطيطية والتي تجعل الداعية متدربا على منهجية النمط
2) الجراح المربية :
القادة والمصلحين لهم مهمة ترتيب وإعاة النظام لمكونات الحياة وكلما كان القيادي رجل تربية ويحبد صنعة الرفق ويعلم الناس التفاؤل فإنه يزداد تأثيره.ومن شأن القيادي كذلك تأسيس الثقة وبث التفاؤل ليكون الإقدام والإقتحام.
فالمتاهة ولدت المتاعب ولن تكون راحة إلا من خلال تصور واحد :ان يتولى القيادة السياسية إسلاميون فقهاء زهاد وعاة يريدون وجه الله.
ونزول قيادات ماهرة إلى الميدان تربي من حولها وتدرب جيلا من القيادات الوسيطة الثانوية التي تساعدها وتحمل معها الأثقال وتتوزع المهام والواجبات وتعمل تحت ضلال فكر قيادي متناسق فتنشأ كتلة قيادية جماعية توفر الأمل بحصول الإستقرار وإنجاح خطة تنموية شاملة للبلد وهذا هو الحل الرئيس لمشكلة العالم الإسلامي بصورة عامة.
·     الصاعد يربي نفسه إذا أو مأناله : يجب على القادة وأئمة التدريبأن يدركو أن عملية التوعية والإعداد للجمهرة لايكون فقط من خلال المحاضرات وإنما كذلك من المتدرب نفسه ومحاولاته الذاتية ويكون ذلك بالتكليف.وأهم من ذلك في الحياة المعاصرة على القادة ان يهتموا في رصد مواقع الأنترنيت وتوزيع على كل متدرب واجب المتابعة لموقع او إثنين ويجب على المتدربين كذلك أن يكتبو التقارير،وفي جمع هذه التقارير لكل تخصص يتكون بها موسوعة كاملة في كل تخصص تكون هي أساس التفقيه للجيل اللاحق،مما ينتج عنه وعي مكثف وتنتقل قضية التخصص من كونها قضية رهط صغير إلى الأجيال الأخرى وذلك بسبب الإجتهاد الذاتي. 
·     المحفزات البيئية أستاذ تان : الحفاظ على البيئة هو ركن ضمانها وأهم معاني البيئة هنا : إنطلاق العملية التطويرية من مؤسسة تتعامل مع المنهج لا مع الأستاذ فقط وهذه المؤسسة ضرورية لبذر معنى وجود حصة لكل منتسب في الملك،ثم وجود الأقران المتماثلين هو المدلول الثاني للبيئة.
·     المنظمات التدريبية توجه الأداء الذاتي : الدعوة الإسلامية بحاجة إلى إثراء في الرؤى وتوسيع مواردها وتنويع أساليبها ووسائلها.ومايبعث شعور الإطمئنان إلى المستقبل ويجعله واعدا : شعور تيار التدريب الإداري و الإبداعي في أقطار كثيرة.
3) خصوصيات التخطيط الدعوي :
   ينبغي على المخطط أن يفطن إلى فقه الواقع الذي وصفه له أئمة التخطيط .
·     يجمع ليجمع : طمور الطموح وصنعة الخيال الحر آلة اساسية في ذلك فإن فيها تكثير الصور وتنويع الإحتمالات وتوليد المكملات وتبديد العوامل...
·     نوابغ الرجال ... على خيول الخيال : إستحسان ما في البحث الجريء من إقتحام سريع ودخول على المجهول،وفتح المغاليق ،وهدم الحواجز وما في ذلك من فضول وتساؤل واستقصاء.
·     التعامل مع الخيال الجمالي ...حركة حيوية : إذا تعلم الخيالي مداراة القلب وكرر غزواته الوجدانية : أوشك أن يحوز دربة تؤسس عنده صنعة خاصة تصيد العواطف وتكثفها وتدفعها لإحداث جزء من هزة.
·     بذكر اللهو والطرب : وهذا هو الذي يجعل للدعاة الذين هم في الطبقات العلوية ،فإن طربهم هو في الشأن الدعوي وهو عندهم واجب وهواية ،وهو لعب حلال.
·     المخطط المؤمن...فقيه نفسه : صارت الكتلة الكامنة من الدروس المستفادة من التجريب كأنها مخزن إمداد للداعية تمده بالوصية التخطيطية الملائمة لكل موقع يقفه وظرف يعيشه وضغط يتعرض له ، حيث تنجده بسرعة وتبين له التصرف اللائق ،وهكذا تكون الترسبات التجريبية موردا تخطيطيا ثريا في العمل الدعوي.
·     الولاية للدعاة ...لا للأدعياء :الأثر القيادي عندنا نراه أنفذ من التخطيط وأبعد في التحكم والتغيير ويزداد هامش هذا التأثير إذا اكتسبت القيادة شحنة عاطفية يراها التابعون صورة من الإلهام والتوفيق الرباني.
·     يولد التخطيط في محضن الفكر العام : الوحدة الفكرية في الجماعة الدعوية في اتضاح الفكر التخطيطي داخل الصفوف وفي أوساط الأنصار لأن الفكر الواحد من شأنه تقريب القناعات وتحقيق تماثل في الرؤى .
·     تسهيلات للنفوس الزكية : التخطيط الإسلامي يستحضر مجموعة قيم عندما يصدر أوامره وعلى رأسها التوكل على الله الذي وعد وعدا حقا أن يأذن بتمكين عباده تمكينا كليا أو جزئيا ،دفعة أو على مراحل.
·     رأينا المنعتق ...نسيب للتابث العتيق: المنهجية القيادية الإسلامية المعاصرة منفتحة جدا وتتعامل تعاملا مرنا مع الأنماط الحضارية والدلائل العلمية .الفكر بيئة حاضنة للمعنى التخطيطي الصحيح لذلك ترتكب القيادات أكبر الأخطاء حين تسند أمر التخطيط الدعوي إلى رجال يحوزون شهادة في علم التخطيط لا يدعمها تفقه وتعلم شرعي ،بل يجب أن يعلم هؤلاء بمعية دعاة فقهاء .وأي تخطيط لا يولد فجأة ،وإنما الحياة الحزبية والسياسية و الدعوية حلقات متسلسلة ومجموعة تنفيذات لخطط كثيرة سابقة ،وعمليات الصراع تكون في القالب هادفة.
    فالأمة الإسلامية الانطباعات التخطيطية فيها وافرة لكنها ممنوعة من مجاراة         الطموح.
4) حيثيات تخطيطية كبرى :
·      إحكام تدوين المنطق التخطيطي ... يمنحه رواجا : إذا بقيت المعلومات تتداول شفاها ويتم إستحضارها إرتجالا : فإنها تكون مرشحة للنسيان ،ولكنها إذا كانت مكتوبة مرتبة وبلغة عاطفية وأساليب بحثية فإنها تكون قابلة للمطالعة  وتكون قدرتها الإقناعية كمادة مكتوبة أكبر من قدرة الكلام الشفوي.
·      آثار إيجابية لرواج الفكر التخطيطي : إذا حصل إستقبال جيد لتدوينات فقه التخطيط :فإن ضمانا سيتأكد ضد ظواهر سلبية قد لايبرأ منها محيط الدعاة وذلك إذا كانت التربية لم تتعمق بعد.
·      ثمن الإمتياز ... وسلطة الفاضل : المنتظر من الفكر التخطيطي وإجتهادات الإمام فيه أن يقوم بدور القاضي العادل و الحكيم الوقور لمنع إحتمالات حصول خلل في التوازن بين المتطلبات.
·      الفكر التخطيطي يعتبر "الهجرة" محركا حيويا : وسائل السفر السريعة ،والهواتف ،و الأنترنيت و البريد الإلكتروني و الفضائيات :ما تركت بعيدا يحس بأنه النائي المنسي،بل جمعت الشمل وضمت الأقاصي ،و أعادة التكتيل .
·      شعاع المفصل الفكري : وجوب وجود مفكر قطري في الفكر الإسلامي العام يقوم بوظيفة "الشهادة" على الفكر الإسلامي العالمي ،ثم يلحظ تحصيل إمتلاء نفسي لمؤمني قطره الذين يتكون منهم التيار الإسلامي ، ثم يضع أصول الفهم النسبي وشرح موجباته ومعاييره التحليلية إذا إنتهى النظر إلى وجود خصوصيات في بيئته القطرية ، مما يتحول إلى مغايرة في الأولويات ، ومراعاة لضغوط الضرورات .
·      أحبولة الخطة المقدسة : الفكر و أئمته يقومون بنمو الخطة وعدم جمودها ،وتطورها وتغيرها حسب المستجدات ، وأنه لا قدسية لخطة ، ولذلك فإن المرونة من أهم مقومات فقه التخطيط.   
·      رؤى التخطيط ... تجريب و إبداع ... لاتشترط شهادة جامعية : حيثية كبرى أخرى مستنبطة من تجاربنا الذاتية تنصح بأن يكون القول الأرجح في الإنتقاء من الخيارات والبدائل ووضع معالم الخطط إلى جمهرة القياديين و المخضرمين لاإلى النفر الذين تتم تسميتهم لرئاسة وعضوية مكتب التخطيط ، وإنما هم شركاء ، ومحور إدارة االعملية التخطيطية .
·      أثر التربية في تحويل الإلتزامات الخططية إلى هيام و أشواق :تبرز أهمية التربية التخطيطية كعنصر متقدم على الخطة نفسها ثم تظل متوازية مع التنفيذ على طول المدى، وهذا إنما يتم بتربية خاصة فيها توضيح للخلجات النفسية التي إستولت على القيادة ورجال التخطيط حين وضعوا الخطة ،وآمالهم وطموحاتهم،وكيف تنسجم تطلعات بقية العاملين معهم ،وما يلزم لذلك من إنفتاح نفسي وثقة متبادلة.
5)  ظواهر تخطيطية :
الظاهرة الكبرى في فقه التخطيط وعوامله ،أن الأقدار تدبر وسطاء من أهل الإبداع ،يعملون على إستقرار النتائج التخطيطي ، من خلال تعاون مع قائد لا تبدد المركزية قواه ، ولا ينزل خطته فوقيا ، ويديم النظر إلى خارطة تخطيطية تفصيلية شمولية ،ثم تساعد الجميع بعض المعطيات البيئية الإيجابية.
·      تحول الخطط إلى أعراف راسخة : وتتصل بهذه المعاني : قضية إستقرار النتاج التخطيطي ،و ارتفاعه عن طبيعة القلق والوقتية و التأرجح ،وذلك أن تقادم تطبيق بعض المفاهيم التخطيطية يحولها إلى أعراف دائمة في الجماعة العاملة.
·      الأعراف العاطفية لها سلطة تخطيطية : طبيعة التطوير الخططي تتمثل في إضافات وتحويرات أكثر مما هي تغييرات جذرية،إلا ما يكون من خلال تبدل الظروف  كلية وبصورة شاملة.
·      البؤرة حارقة أحيانا : فمثلا عندما تجد القائد ثريا في المحاسن ، لكنه يجمع كل الخيوط في يده ، وكأنه لا يثق بأركان حربه ورقباء تربيته ،فتبدأ الوسوسة وقد تكون من بعدها الفتن و الإنشقاقات التي تذهب ببركة العمل.
·      دعه يتملك .. لتشبع فطرته : يجب على القيادة بحت الحيثيات الخططية مع جميع الطبقات ،وذلك في بداية عملة التخطيط و مرة في النهاية عندما تنضج الصياغة ،للإقرار و إبلاغ القناعات وتفسير الإثبات و النفي.
·      وسطاء فائرون ...فاجعلهم وكلاء : يجب شرح الخطة وبيان الفقه الذي ابتنت عليه ،والمحركات النفسية الكامنة وراءها ،والأوصاف الواقعية التي أوجبتها .ويفترض حلول نوع تكامل بين الخطط الطموحة،وبين أشكال من التنفيذ الميداني الذي لا ينبثق عنها.
·      مؤسستي ... جنتي : مثلا يترسب في قلوب مجموعة من الدعاة الذين تأتيهم مجموعة من التكاليف أن يديروا مؤسسات دعوية عامة ،فتملك المهمة على أحدهم فكره و قلبه ،فتتولد عاطفة عارمة تستولي عليه تجعل المؤسسة بمنزلة أبيه وأمه وعشيرته.
·      مذاهب قيادية : إذا وجد القائد أن أتباعه لا يوازونه في تداول الفكر التخطيطي و الإبداع وعمق الشعور بالقضية :فإنه يلجأ إلى العاطفة ليثير الهمم ويحصل على أقصى استنفار.
·      مسح المعطيات يثير إبداع القائد : يجب على القيادي إذا استفرغ وسعه في المشاركة من صياغة الخطة، فعليه أن يتعامل مع كل خطة بصفتها كتلة تامة مترابطة ،وذلك يحصل بأن يبسطها أمامه على شكل خارطة تنفيذية ذات مسميات واقعية .
·      البيئة المعرفية تبذر فقه التخطيط : إن تنفيذ الخطط يحتاج أيضا بيئة يشعر معها الداعية بأصالة الانتماء ، كما أن البيئة تؤثر في إتقان التخطيط تأثيرا مباشرا طرديا متناسبا مع جودة نظامها أو الفوضوية التي تعم فيها.    
6)  الأليات المجودة لأداء الدعوة التنموي :
كل تطور إنما تقدح زناده نظرة نقدية للواقع وتقويم و رؤية ملامح تستبين في الأفق.
إن الدعوة الإسلامية الحديثة و امتداداتها المعاصرة قد غلب على أدائها وإهتمامها الجانب الفكري و التربوي و السياسي.
·      أسواق ...خلف محراب التنمية : الممارسة الدعوية لاينبغي أن تقف عند حد الوصف والإقتراح و الترشيح والدراسات التنموية النظرية ،بل يليق لها أن تكون شريكا مكافئا في تنفيذ الأماني التنموية ،وأن تدخل على الخط الإستثماري ما استطاعت .
·      آليات جديدة للشورى : ظهور ضعف في الرأي الشوري وصناعة القرار بسبب تحكيم العامل الجغرافي البحث في إختيار رجال الشورى .توجب تأسيس عدد من المجالس الشورية الأخرى في كل قطر في الشأن التخصصي تستوعب وتضم الصالحين المهملين.

من إعداد الطالب: بهاء الدين إسماعيل


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص لكتاب: الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية. للدكتور أحمد الريسوني

تلخيص لكتاب مناهج البحث عند مفكري الإسلام واكتشاف المنهج العلمي في العالم الإسلامي

ملخص لكتاب النص القرآني من تهافت القراءة إلى أفق التدبر